أنسو فاتيرحلة من غينيا بيساو إلى نجومية برشلونة
2025-09-19 01:41:38
في حلقات البرنامج الوثائقي “صنع في لاماسيا” الذي يبثه تلفزيون نادي برشلونة، كشف النجم الشاب أنسو فاتي عن تفاصيل مؤثرة عن رحلته الكروية والإنسانية، من مسقط رأسه في غينيا بيساو إلى مراتب النخبة في عالم كرة القدم.
يعود فاتي بذاكرته إلى طفولته المبكرة في غينيا بيساو، حيث عاش سنواته الأولى بعيداً عن والده الذي اضطر للسفر إلى إسبانيا بحثاً عن عمل لتحسين ظروف العائلة. “كنت أفتقد والدي كثيراً”، يقول فاتي بصوته الهادئ الذي يحمل في طياته حكاية صراع وتحدٍ.
التحق اللاعب البالغ من العمر الآن 19 عاماً بوالده في إسبانيا عندما كان في السابعة من عمره، لتبدأ رحلته مع كرة القدم في أندية صغيرة بإشبيلية قبل أن ينضم إلى أكاديمية لاماسيا الشهيرة في برشلونة.
يؤكد فاتي على الدور المحوري لأسرته في نجاحه، قائلاً: “نحن قريبون جداً من بعضنا، وعندما يعاني أي فرد منا فإن الجميع يعانون. إنهم أكبر دعم لي، ومن دونهم لا أعرف ماذا سأفعل”. ويضيف: “بفضل والديّ وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، أنا مدين بكل شيء لهما”.
رغم نجاحه الكروي، لم ينسَ فاتي جذوره وأصوله، معبراً عن حنينه لبلده الأصلي: “أشعر أنني من غينيا بيساو، وحلمي هو العودة إلى هناك لمساعدة الأطفال، خاصة في مجال التعليم”.
لم تكن رحلة فاتي مع برشلونة مفروشة بالورود، حيث عانى من إصابات خطيرة حرمته من الاستمرارية منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول في أغسطس 2019. لكن إيمانه القوي وإصراره ساعداه على تجاوز المحن.
“أسرتي مسلمة ونؤمن دائماً أنه بالعمل وبتوفيق الله كل شيء ممكن”، يقول فاتي الذي أشار إلى أنه كان يكثر من الصلاة خلال فترة إصابته، طالباً الصحة لأسرته قبل نفسه.
رغم نجوميته المتصاعدة، يؤكد فاتي أنه حافظ على قيمه وتواضعه: “يجب ألا يتغير الشخص أبداً بغض النظر عما يمتلكه، الاحترام للجميع قيمة أساسية لدي، إلى جانب التواضع والرغبة في العمل والتحسين”.
تظل قصة أنسو فاتي مثالاً على الإرادة والإصرار، من طفل في غينيا بيساو إلى نجم في أحد أكبر الأندية العالمية، حاملاً معه قيم الأسرة والإيمان والتواضع التي تشكل أساس شخصيته الاستثنائية.